يشهد عام 2025 تقلبات استثنائية في أسواق الذهب والدولار، حيث تتشابك العوامل الاقتصادية والجيوسياسية لتشكيل مسار معقد لأحد أهم أزواج الأصول العالمية. تواصل أسعار الذهب تحطيم أرقامها القياسية، مدفوعة بمخاوف التضخم والتوترات الدولية، بينما يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا ناتجة عن توقعات السياسات النقدية المتغيرة.
توقعات الذهب 2025
تُشير التوقعات العالمية إلى استمرار الارتفاع في أسعار الذهب خلال الأشهر المتبقية من عام 2025، مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة. سجل الذهب أعلى مستوياته التاريخية في عام 2025، متجاوزًا 3595 دولارًا للأوقية في سبتمبر، مع توقعات بوصول متوسط السعر إلى 3675 دولارًا للأوقية بحلول الربع الأخير من العام، وقد يلامس 4000 دولار بحلول منتصف عام 2026 وفقًا لـ”J.P. Morgan Research”. يتوقع بعض المحللين أن يصل سعر الذهب إلى 4134 دولارًا في أكتوبر 2025، ويستمر في الصعود ليصل إلى 4385 دولارًا بحلول ديسمبر من نفس العام.
«اقرأ أيضًا: سعر الذهب في 2025: قمم تاريخية تتحدى التوقعات وتكشف أسرار الملاذ الآمن»
علاقة الذهب والدولار
تُفسر العلاقة العكسية التقليدية بين الذهب والدولار الأمريكي ديناميكية الأسواق المالية في 2025، حيث يميل ضعف الدولار إلى دفع أسعار الذهب نحو الارتفاع. يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي وتقلبات العملات، مما يزيد من جاذبيته عندما يفقد الدولار جزءًا من قيمته. تعزز السياسات النقدية للبنوك المركزية، خاصة قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، من قوة هذه العلاقة.
- يُعد الذهب أداة للتحوط ضد التضخم، فمع توقعات بارتفاع التضخم العالمي، يزداد الطلب عليه كحماية ضد انخفاض القوة الشرائية للعملات.
- تُؤثر التوترات الجيوسياسية العالمية، مثل الصراعات الإقليمية والحروب التجارية، على ضعف الدولار وتزيد من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
- يُسهم ضعف الدولار الأمريكي، نتيجة لتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، في ارتفاع سعر الذهب الذي يُسعّر بالدولار.
- تُشكل مشتريات البنوك المركزية من الذهب دعمًا هيكليًا قويًا للأسعار، خاصة مع استمرار الصين والهند في زيادة احتياطياتهما.
أسعار الذهب والدولار اليوم
يُظهر أداء الذهب والدولار في الأيام الأخيرة من سبتمبر 2025 استمرار الضغوط على الدولار مقابل ارتفاع ملحوظ في الذهب. انخفض سعر الذهب اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 بشكل طفيف عن قمة تاريخية سجلها أمس الثلاثاء، لكنه ظل فوق مستوى 3600 دولار للأوقية. تستند هذه التحركات إلى توقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأمريكية وتقارير التضخم المرتقبة.
| الأصل | القيمة التقريبية (10 سبتمبر 2025) | ملاحظات |
|---|
| سعر الذهب للأوقية | 3635 – 3680 دولارًا | انخفاض طفيف بعد قمة تاريخية |
| سعر جرام الذهب (عيار 21 في مصر) | 4890 جنيهًا مصريًا | تراجع محلي مع ضعف الدولار بالسوق الموازية |
| مؤشر الدولار (DXY) | حول 96.40 – 97.60 | ضغوط هبوطية متوقعة في النصف الأول من 2025 |
«اقرأ أيضًا: الذهب يتوهج بقوة: سعر الذهب اليوم يلامس قممًا تاريخية وسط تحولات اقتصادية وجيوسياسية»
مستقبل الذهب والدولار
- تُحدد قرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة مسار الدولار بشكل كبير، فمن المتوقع أن تؤدي تخفيضات الفائدة إلى ضعف الدولار وتعزيز جاذبية الذهب.
- تُشكل التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل الصراعات في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، محفزًا رئيسيًا لزيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع أسعاره للصعود بغض النظر عن قوة الدولار.
- يُعزز التضخم العالمي المستمر من مكانة الذهب كأداة تحوط، حيث يتجه المستثمرون إليه للحفاظ على قيمة مدخراتهم في ظل تآكل القوة الشرائية للعملات.
- تُسهم استمرارية النمو الاقتصادي في الصين والدول الآسيوية الكبرى في زيادة الطلب على الذهب، سواء للمجوهرات أو كاستثمار، مما يرفع من قيمته عالميًا.
- تُؤثر السياسات التجارية والانتخابات الرئاسية الأمريكية على ثقة المستثمرين في الدولار وتوجهاتهم نحو الذهب.
