يشهد سعر الذهب تقلبات غير مسبوقة في الأسواق العالمية والمحلية، محققًا قفزات تاريخية تعكس حالة من عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي التي تهيمن على المشهد في عام 2025. يتساءل المستثمرون والمستهلكون على حد سواء عن وجهة المعدن الأصفر ومستقبله في ظل هذه التحولات المتسارعة، خاصة مع دخول شهر سبتمبر الذي يحمل في طياته توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية وتزايد المخاوف العالمية.
سعر الذهب اليوم عالميًا
ارتفع سعر الذهب اليوم، الجمعة 5 سبتمبر 2025، بشكل ملحوظ في المعاملات الفورية، مسجلًا نحو 3556.21 دولار للأوقية (الأونصة)، ليحوم بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق الذي لامسه يوم الأربعاء عند 3578.50 دولار. حقق الذهب مكاسب أسبوعية بلغت 3.2% حتى الآن، مدعومًا بتوقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من الشهر الجاري. وتشير بيانات الأسواق الآجلة إلى أن احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يصل إلى نحو 97%، مما يدعم جاذبية الذهب كملاذ آمن.
«اقرأ أيضًا: بريق المعدن الأصفر: هل يصعد سعر الذهب الآن نحو قمم تاريخية جديدة في سبتمبر 2025؟»
عوامل ارتفاع سعر الذهب
تتضافر عدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية لدفع أسعار الذهب نحو مستويات قياسية في عام 2025. تعزز التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل الصراعات الإقليمية والحروب التجارية، من مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين الباحثين عن حماية لثرواتهم من التقلبات العالمية. يضاف إلى ذلك، تلعب سياسات البنوك المركزية دورًا محوريًا، خاصة مع التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب غير المدر للعائد.
تتمثل أبرز العوامل المؤثرة حالياً في:
- ضعف الدولار الأمريكي: يجعل تراجع قيمة الدولار الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه.
- التضخم العالمي: يستفيد الذهب كأداة تحوط من ارتفاع مستويات التضخم التي تؤدي إلى تآكل القوة الشرائية للعملات.
- مشتريات البنوك المركزية: تستمر البنوك المركزية في زيادة احتياطياتها من الذهب بوتيرة قوية، ما يعزز الطلب العالمي.
- المخاوف الاقتصادية والسياسية: يدفع ارتفاع الدين الأمريكي وتدخلات سياسية محتملة في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي المستثمرين نحو الأصول الأكثر أمانًا.
توقعات سعر الذهب 2025-2026
تتوقع كبريات المؤسسات المالية استمرار الاتجاه الصعودي للذهب في النصف الثاني من عام 2025 وما بعده، مدفوعًا بالظروف الاقتصادية الكلية والتوترات الجيوسياسية. أشارت تقديرات بنك “أر بي سي كابيتال ماركتس” إلى أن سعر الأوقية قد يصل إلى 3722 دولارًا في الربع الأخير من 2025، مع إمكانية بلوغه 3813 دولارًا بنهاية 2026. وتذهب مؤسسة “غولدمان ساكس” إلى توقع وصول سعر الذهب إلى 3700 دولار للأونصة بنهاية 2025، مع احتمال ارتفاعه إلى 3880 دولارًا في حال حدوث ركود اقتصادي، وقد يصل إلى 5000 دولار إذا تضررت مصداقية الاحتياطي الفيدرالي.
«اقرأ أيضًا: سعر الذهب يلامس السحاب: قمم تاريخية جديدة تصوغ مستقبل المعدن الأصفر في 2025»
سعر الذهب محلياً (5 سبتمبر 2025)
تستقر أسعار الذهب في الأسواق المحلية لبعض الدول العربية اليوم الجمعة 5 سبتمبر 2025، متأثرة بالتحركات العالمية والعوامل الداخلية لكل سوق. يعرض الجدول التالي أبرز الأسعار في عدد من الدول:
| العيار | مصر (جنيه مصري) | الأردن (دينار أردني) | السعودية (ريال سعودي) |
|---|
| عيار 24 | 5502 – 5542.86 | لم يذكر | 427.50 |
| عيار 22 | 5044 | لم يذكر | 392 |
| عيار 21 | 4815 – 4850 | 70.900 | 374 |
| عيار 18 | 4127 – 4157 | 60.800 | 320.75 |
| الأوقية | 171,158 (حوالي 3545.93 دولار) | 2520.400 (حوالي 3549.86 دولار) | لم يذكر (سبيكة 50 جرام حوالي 20348 ريال) |
| الجنيه الذهب (عيار 21، 8 جرام) | 38520 – 38800 | لم يذكر | لم يذكر |
«اقرأ أيضًا: سعر الذهب: بريق المعدن الأصفر في صراع الاقتصاد العالمي 2025»
نصائح للاستثمار في الذهب 2025
يتطلب الاستثمار في الذهب فهمًا عميقًا لديناميكيات السوق والعوامل المؤثرة فيه. يقدم الخبراء نصائح متعددة للمستثمرين والمقبلين على شراء الذهب في عام 2025، مع التركيز على استراتيجيات الحفاظ على القيمة وتحقيق الأرباح في ظل التقلبات. ينصح بالتركيز على الأهداف طويلة الأجل والتنويع.
- راقب المؤشرات الاقتصادية: تابع عن كثب قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة، ومؤشرات التضخم، وبيانات سوق العمل التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب.
- نوع محفظتك الاستثمارية: لا تعتمد كليًا على الذهب، بل وزع استثماراتك بين أصول مختلفة لتقليل المخاطر وزيادة فرص العائد.
- اشترِ عند التصحيح: يرى المحللون أن أي تراجع طفيف ومؤقت في الأسعار يمثل فرصة جيدة للشراء، حيث من المتوقع أن يواصل الذهب مساره الصاعد على المدى الطويل.
- ركز على الاستثمار طويل الأجل: يعتبر الذهب ملاذًا آمنًا يحافظ على القيمة في فترات عدم اليقين، لذا ينصح بالنظر إليه كاستثمار طويل الأجل بدلاً من المضاربة قصيرة المدى.
