في خضم التطورات التكنولوجية المتسارعة، يظهر ابتكار جديد يثير الدهشة والقلق في آن واحد، ألا وهو أداة الذكاء الاصطناعي القادرة على توليد مقاطع فيديو واقعية بشكل مذهل، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الإعلام ومصداقية المحتوى المرئي.
هل نحن على أعتاب حقبة جديدة حيث يصعب التمييز بين الحقيقة والخيال؟ وكيف يمكننا حماية أنفسنا من التضليل الإعلامي في هذا العصر الرقمي؟
“VEO” من جوجل: ثورة الذكاء الاصطناعي في عالم الفيديو
أطلقت جوجل مؤخرًا أداة “VEO”، وهي نظام ذكاء اصطناعي متطور قادر على إنشاء مقاطع فيديو واقعية بجودة عالية، وذلك بمجرد إدخال وصف نصي بسيط، الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الأوساط التقنية والإعلامية، لما لهذه الأداة من إمكانيات هائلة في مجالات متعددة، ولكن في الوقت نفسه، تثير مخاوف جدية بشأن إمكانية استخدامها في نشر الأخبار الزائفة والتلاعب بالرأي العام.
إمكانيات “VEO” الهائلة في إنشاء محتوى الفيديو
تتميز أداة “VEO” بقدرتها على توليد مقاطع فيديو متنوعة، تتضمن مشاهد طبيعية، وشخصيات خيالية، وحتى أحداث تاريخية، وذلك بمستوى عالٍ من التفاصيل والواقعية، كما يمكن التحكم في العديد من الجوانب الفنية للفيديو، مثل الإضاءة، وزوايا التصوير، والحركة، مما يمنح المستخدمين مرونة كبيرة في إنشاء المحتوى الذي يريدونه، بسهولة ويسر.
مخاطر استخدام “VEO” في التضليل الإعلامي والأخبار الزائفة
على الرغم من الإمكانيات الإبداعية التي تتيحها أداة “VEO”، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر كبيرة، حيث يمكن استخدامها لإنشاء مقاطع فيديو مفبركة تروج لأخبار كاذبة، أو تشوه سمعة الأفراد والمؤسسات، أو حتى تثير الفتنة والاضطرابات الاجتماعية، وفي ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الصعب للغاية تتبع مصدر هذه المقاطع وكشف زيفها، مما يزيد من خطورة هذه المشكلة.