في خطوة واعدة لتعزيز إنتاج الطاقة المحلي، تستعد مصر لتدشين مرحلة جديدة في استغلال حقل ظهر العملاق، هذا الحقل الذي يمثل إضافة نوعية لموارد الغاز الطبيعي المصرية، ويساهم بشكل كبير في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة.
من المتوقع أن يسهم هذا التطور في تعزيز الاستقلال الطاقي لمصر وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى دعم القطاعات الصناعية والتجارية المختلفة التي تعتمد على الغاز الطبيعي كمصدر رئيسي للطاقة.
مصر ترفع إنتاجها من الغاز الطبيعي بحقل ظهر 6
أعلنت مصادر مطلعة عن قرب بدء مصر بضخ ما يتراوح بين 40 و 50 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي المستخرج من البئر “ظهر 6″، وذلك بالتعاون الوثيق مع شركة “بتروبل” والهيئة المصرية العامة للبترول، وتهدف هذه الخطوة إلى تسريع وتيرة التشغيل لتلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة، خاصة في قطاعي الكهرباء والصناعة، اللذين يعتبران من أكبر المستهلكين للغاز الطبيعي في مصر.
تأمين تدفق الغاز من حقل ظهر
تجري حاليًا عمليات مكثفة لمنع تسرب المياه إلى الآبار، حيث يتم عزلها بتقنيات متطورة تشمل الحقن واستخدام مواد كيميائية متخصصة، هذه الإجراءات تضمن استمرار تدفق الغاز بسلاسة وجودة عالية، وتحافظ على كفاءة الإنتاج من الحقل الواقع في قلب البحر الأبيض المتوسط، وهو ما يمثل تحديًا هندسيًا ولوجستيًا كبيرًا.
استثمارات ضخمة لتنمية حقل ظهر
بلغ حجم الاستثمارات التي تم ضخها في حقل ظهر منذ بداية الشراكة مع شركة إيني الإيطالية حوالي 39 مليار دولار، ولقد تم تخصيص ثلث هذه الاستثمارات، أي ما يعادل 13.5 مليار دولار، لتطوير وتنمية الحقل، بالإضافة إلى وجود خطط مستقبلية طموحة لضخ المزيد من الاستثمارات بهدف زيادة الإنتاج وتعظيم الاستفادة من هذا المورد الحيوي.
حقل ظهر ودوره في دعم إنتاج الغاز المصري
يساهم حقل ظهر حاليًا بإنتاج ما بين 1.1 و 1.2 مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا، وهو ما يمثل حوالي 30% من إجمالي إنتاج مصر من الغاز الطبيعي، هذه النسبة الكبيرة تجعل من حقل ظهر ركيزة أساسية في استراتيجية مصر لتأمين احتياجاتها من الطاقة وتقليل الاعتماد على الاستيراد.