«إيران تغير اسم شارع قاتل السادات».. هل تنجح في ترميم العلاقات مع مصر؟

«إيران تغير اسم شارع قاتل السادات».. هل تنجح في ترميم العلاقات مع مصر؟

في خطوة مفاجئة، أعلنت السلطات الإيرانية عزمها تغيير اسم شارع “خالد الإسلامبولي” في طهران، الأمر الذي أثار تساؤلات حول مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، وقد حمل هذا الشارع اسم الضابط المصري المتهم باغتيال الرئيس الراحل أنور السادات عام 1981، وتأتي هذه الخطوة، حسب مصادر مطلعة، كبادرة حسن نية نحو تحسين العلاقات بين البلدين، لكن هل تكفي هذه الخطوة لترميم العلاقات المتوترة بين القاهرة وطهران؟

دلالات تغيير اسم الشارع

يرى مراقبون أن تغيير اسم الشارع يمثل بادرة إيجابية، ويعكس رغبة إيران في التقارب مع مصر، ومع ذلك، يؤكد خبراء أن هذه الخطوة الرمزية لا تعتبر كافية لإعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي، وتتطلع القاهرة إلى خطوات أكثر جدية وملموسة، خاصة فيما يتعلق بملفات إقليمية حساسة، وتولي مصر اهتماماً خاصاً بقضايا الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتنتظر من طهران مواقف واضحة بشأنها، فهل تستجيب إيران لهذه المطالب؟

تحديات وفرص في العلاقات المصرية الإيرانية

تواجه العلاقات المصرية الإيرانية تحديات كبيرة، أبرزها التدخلات الإقليمية والتوترات الأمنية، وتنتظر القاهرة من طهران مواقف ملموسة حيال ملفات مثل الأزمة اليمنية ووقف الهجمات التي تستهدف الملاحة في البحر الأحمر، والتي أثرت سلبًا على الاقتصاد المصري، وكبدت قناة السويس خسائر فادحة، وفي المقابل، تحمل هذه العلاقات فرصًا واعدة للتعاون الاقتصادي والتجاري، ويمكن للبلدين أن يلعبا دورًا محوريًا في تعزيز الاستقرار الإقليمي، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والرغبة الصادقة في تجاوز الخلافات، فهل تنجح الدبلوماسية في تحقيق هذا الهدف؟

وفي هذا السياق، كشف علي رضا ناد، المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، أن قرار تغيير اسم الشارع جاء بعد مناقشات مستفيضة داخل لجنة تسمية الشوارع، وقد اقترحت اللجنة عدة أسماء بديلة سيتم عرضها في جلسة التصويت المقبلة، ويعكس هذا التوجه، وفقًا لناد، رغبة إيران في تعزيز علاقاتها مع مصر، لا سيما بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، ما يمثل تطورًا مهمًا في مسار العلاقات بين البلدين، فهل نشهد قريباً تطبيعاً كاملاً للعلاقات المصرية الإيرانية؟

ويرى خبراء أن تطبيع العلاقات بين مصر وإيران ليس بعيد المنال، خاصة بعد أن بدأت طهران في تعديل سياستها في الشرق الأوسط، والابتعاد عن التدخل في شؤون الدول العربية، وقد ساهم تراجع نفوذها الإقليمي، نتيجة للأزمات والاضطرابات التي شهدتها المنطقة، في دفعها نحو تبني سياسة أكثر واقعية، ولكن، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع إيران أن تثبت حسن نواياها، وتتخذ خطوات عملية لتعزيز الثقة مع مصر، وبناء علاقات مستدامة على أسس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة؟