يواصل سعر الذهب صعوده الملفت للنظر في الأسواق العالمية والمحلية مع حلول سبتمبر 2025، ليرسم ملامح فترة استثنائية للمعدن الأصفر الذي طالما اعتُبر ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية. يسجل الذهب مستويات قياسية جديدة، مدفوعًا بتأثيرات اقتصادية معقدة وسياسات بنوك مركزية حاسمة، مما يثير تساؤلات حول مدى استمرارية هذا الزخم وما إذا كان المعدن النفيس سيتجاوز عتبات سعرية غير مسبوقة خلال العام الجاري. تتجه أنظار المستثمرين والمتعاملين في الأسواق نحو التطورات اليومية، محاولين فهم العوامل التي تدفع هذا الارتفاع الجنوني وتحديد أفضل استراتيجيات التعامل معه.
توقعات سعر الذهب عالميًا
تشير التحليلات الاقتصادية العالمية إلى استمرار زخم الذهب الصعودي خلال الأشهر المتبقية من عام 2025، مدعومًا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المعقدة. توقعت مؤسسات مالية كبرى أن يواصل سعر الأونصة العالمية مسار الارتفاع، مع ترجيحات بأن يصل متوسط السعر إلى 3,675 دولارًا للأونصة بحلول الربع الأخير من عام 2025، بل وتتنبأ بعض التقديرات بإمكانية تجاوز حاجز الـ 4,000 دولار بحلول الربع الثاني من عام 2026. يستند هذا التفاؤل إلى ضعف الدولار الأمريكي المتوقع، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، إضافة إلى استمرار التوترات العالمية التي تزيد من جاذبية الذهب كأصل آمن.
«اقرأ أيضًا: سعر الذهب: هل يستمر المعدن الأصفر في صعوده الجنوني بعام 2025؟»
أسباب ارتفاع سعر الذهب
تتضافر عدة عوامل رئيسية لدعم الارتفاع المستمر في سعر الذهب خلال عام 2025، لتشكل بيئة مثالية للمعدن الأصفر. يتصدر التضخم العالمي قائمة هذه العوامل، حيث يلجأ المستثمرون إلى الذهب كوسيلة للحفاظ على القوة الشرائية لأموالهم في ظل تراجع قيمة العملات. تساهم التوترات الجيوسياسية المستمرة، بما في ذلك الصراعات الإقليمية والتوترات التجارية، في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن، مما يدفع الطلب عليه نحو مستويات غير مسبوقة. تدعم مشتريات البنوك المركزية، خاصة من الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند، الأسعار بشكل كبير، حيث تسجل هذه البنوك طلبًا قويًا على الذهب لتنويع احتياطياتها. يضاف إلى ذلك، توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما يقلل من جاذبية السندات ويعزز الاستثمار في الذهب غير المدر للعائد.
سعر الذهب في مصر اليوم
يشهد سوق الذهب المصري تفاعلاً مباشرًا مع التغيرات العالمية، مسجلاً ارتفاعات قياسية في أسعار جميع الأعيرة خلال سبتمبر 2025. يتجاوز سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر رواجًا في السوق المحلية، حاجز الـ 4900 جنيهًا، بينما يلامس سعر الأونصة العالمية مستويات قياسية فوق 3600 دولار. تعكس هذه المستويات المرتفعة استمرار الطلب المحلي القوي على الذهب كأداة للادخار والتحوط ضد التضخم، إلى جانب التأثر بالصعود العالمي الذي يغذيه ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة. يتأثر السعر في مصر أيضًا بعوامل العرض والطلب المحلية، إضافة إلى قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار.
«اقرأ أيضًا: سعر الذهب اليوم: المعدن الأصفر يحبس الأنفاس بتسجيل قمم تاريخية وسط اضطرابات عالمية»
| العيار | سعر الشراء (جنيه مصري) (تقريبي) | سعر البيع (جنيه مصري) (تقريبي) |
|---|
| عيار 24 | 5600 – 5611 | 5577 – 5600 |
| عيار 21 | 4900 – 4910 | 4870 – 4880 |
| عيار 18 | 4200 – 4209 | 4174 – 4191 |
| الجنيه الذهب | 39200 – 39280 | 38960 – 39040 |
يعكس الجدول أعلاه متوسط أسعار الذهب في مصر اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025، ويجب ملاحظة أن هذه الأسعار قد تختلف قليلًا من محل صاغة لآخر ولا تشمل المصنعية.
نصائح استثمار الذهب
يقدم الخبراء عدة نصائح للمستثمرين الراغبين في دخول سوق الذهب أو الحفاظ على استثماراتهم خلال هذه الفترة المتقلبة. ينصحون بالتركيز على الاستثمار طويل الأجل في الذهب، معتبرين إياه أداة فعالة للتحوط ضد التضخم وتقلبات الأسواق المالية. يوصون بتنويع المحفظة الاستثمارية وعدم الاعتماد الكلي على الذهب وحده. يشددون على أهمية متابعة الأخبار الاقتصادية والجيوسياسية العالمية عن كثب، حيث تؤثر بشكل مباشر على أسعار المعدن الأصفر. يقترحون على المستثمرين الجدد البدء بكميات صغيرة والتشاور مع خبراء ماليين قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية كبيرة.
- يرجى التركيز على الأهداف الاستثمارية طويلة الأجل، حيث أثبت الذهب فعاليته كمخزن للقيمة عبر التاريخ.
- ينصح بتوزيع الاستثمارات وعدم تركيزها في أصل واحد، حتى مع جاذبية الذهب الحالية.
- يجب متابعة تحليلات السوق وتقارير البنوك المركزية لفهم الاتجاهات المستقبلية المحتملة.
- يفضل الاستفادة من أي تراجعات مؤقتة في الأسعار كفرص للشراء، بناءً على التوقعات الصعودية العامة.
«اقرأ أيضًا: الذهب يتوهج: سعر الذهب يحطم الأرقام القياسية ويرسم ملامح عام 2025 الاستثنائي»
