الليرة السورية والدولار: هل تتجه الأسعار نحو مفاجآت جديدة في 2025؟

الليرة السورية والدولار: هل تتجه الأسعار نحو مفاجآت جديدة في 2025؟
سعر الدولار مقابل الليرة السورية

يشهد سعر الدولار مقابل الليرة السورية تذبذبًا مستمرًا، يعكس واقعًا اقتصاديًا معقدًا يتأثر بعوامل داخلية وخارجية متعددة، ويبقى هذا المؤشر الحيوي محط أنظار المواطنين والمتعاملين في الأسواق المحلية يوميًا مع مطلع النصف الثاني من عام 2025.

سعر الدولار اليوم في دمشق

ارتفع سعر الدولار الأمريكي في السوق الموازية بدمشق وحلب وإدلب خلال تعاملات يوم الجمعة الموافق 15 أغسطس 2025، حيث وصل سعر الشراء إلى 10,675 ليرة سورية وسعر البيع إلى 10,725 ليرة سورية للدولار الواحد في تلك المدن. بينما سجلت محافظة الحسكة أرقامًا أعلى، لتلامس فيها قيمة الدولار في السوق السوداء مستوى سعر الصرف الرسمي تقريبًا، مسجلةً 11,000 ليرة للشراء و11,050 ليرة للبيع.

«اقرأ أيضًا: توقعات حاسمة لـ سعر الدولار اليوم: هل يستقر الأخضر أم يواصل مساره المتقلب؟»

سعر الدولار السوق السوداء سوريا

يستمر مصرف سوريا المركزي في تثبيت سعر الصرف الرسمي للدولار مقابل الليرة عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرات للبيع، بينما يشهد السوق الموازي “السوداء” تقلبات مستمرة تعكس العرض والطلب الحقيقيين على العملة الصعبة. بلغ سعر تحويل 100 دولار أمريكي في السوق السوداء بدمشق وحلب وإدلب حوالي 1.07 مليون ليرة سورية، في حين يعادل المبلغ ذاته في الحسكة حوالي 1.10 مليون ليرة سورية. يتسع الفارق بين السعرين الرسمي والموازي، مما يزيد من الضغوط على القوة الشرائية للمواطنين.

أسباب تدهور الليرة السورية

تعاني الليرة السورية من تدهور مستمر نتيجة لتضافر عدة عوامل اقتصادية وسياسية. تسهم السياسات النقدية والمالية، بما في ذلك ضخ الأموال في السوق وزيادة العرض النقدي، في ارتفاع معدلات التضخم وتآكل قيمة الليرة. تفاقم العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا الوضع، محدودةً تدفق العملات الأجنبية وتعيق التعافي الاقتصادي. يشكل الوضع الأمني والسياسي غير المستقر تحديًا كبيرًا، يضعف قدرة الحكومة على تحقيق الاستقرار الاقتصادي ويعمق الضغوط على العملة المحلية. يزداد الطلب على العملات الأجنبية كملجأ آمن للحفاظ على القيمة الشرائية في ظل التضخم المتصاعد، مما يضغط بدوره على سعر الليرة. يتواصل الفساد والمضاربات المالية في السوق السوداء في تعميق الأزمة، مستغلين الفجوة بين السعر الرسمي وغير الرسمي.

  • عوامل اقتصادية: يشمل انخفاض أسعار النفط عالمياً وخلو البنك المركزي السوري من النقد الأجنبي والذهب، إضافة إلى توقف شبه كامل لعجلة الإنتاج وخروج السلع الاستراتيجية من أيدي النظام.
  • عوامل داخلية: ترتبط بزيادة عرض الليرة في السوق نتيجة لعمليات الإقراض الحكومية التوسعية وتفاقم أزمة الطاقة التي ترفع تكاليف الإنتاج وتقلل من القدرة التنافسية للتصدير.
  • عوامل خارجية: تتمثل في القيود على عبور الشاحنات السورية إلى دول الخليج وامتناع بعض الدول عن استيراد المنتجات السورية، مما يقلل من دخل العملة الصعبة.

«اقرأ أيضًا: تتأرجح قيمة العملة: كواليس سعر الدولار مقابل الدينار العراقي في صيف 2025»

توقعات الليرة السورية 2025

تتراوح التوقعات لسعر الدولار مقابل الليرة السورية في عام 2025، حيث يشير بعض المحللين إلى استمرار التحديات الاقتصادية والسياسية التي ستؤثر على قيمة العملة المحلية. يتوقع البعض أن يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية عند 13,005.0000 ليرة بنهاية هذا الربع وعلى مدار الـ 12 شهرًا القادمة، مع الإشارة إلى أن هذا المستوى كان أعلى مستوى تاريخي في أغسطس 2023. يمكن أن يشهد سعر الليرة بعض التحسن الطفيف في 2025، لكن هذا مرهون بحدوث تغييرات إيجابية وملحوظة في الوضع المحلي والدولي. يؤكد وزير الاقتصاد والصناعة السوري، نضال الشعار، أن الوضع الاقتصادي “مدمر بالكامل”، مما يشير إلى حجم التحديات الهائلة التي تواجهها البلاد.

المدينة/الجهةسعر شراء الدولار (ليرة سورية)سعر بيع الدولار (ليرة سورية)
دمشق (السوق الموازية)10,67510,725
حلب (السوق الموازية)10,67510,725
إدلب (السوق الموازية)10,67510,725
الحسكة (السوق الموازية)11,00011,050
مصرف سوريا المركزي (رسمي)11,00011,110

تأثيرات اقتصادية واجتماعية

يواجه الاقتصاد السوري تحديات هيكلية عميقة، مما يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. أدت العقوبات الدولية وتراجع النشاط الاقتصادي إلى نقص حاد في الموارد وارتفاع معدلات البطالة التي تجاوزت 60%. تسعى الحكومة لتبني سياسة “اقتصاد مفتوح وحر بتوازنات” وبناء شراكات مع القطاع الخاص لدعم إعادة الإعمار، لكن حجم الدمار هائل ويتطلب جهودًا ضخمة. ألغى مصرف سوريا المركزي القيود على تحويل الأموال بين المحافظات، في خطوة تهدف إلى تسهيل حركة السيولة وتعزيز انسيابية المعاملات المالية داخل البلاد. يمكن أن تساهم هذه الإجراءات في تخفيف بعض الضغوط الاقتصادية على المواطنين والتجار، لكنها تظل جزءًا من مجموعة أوسع من التحديات التي تتطلب حلولاً جذرية.

  1. تؤثر التقلبات في سعر الصرف بشكل مباشر على القوة الشرائية للمواطنين، مما يزيد من صعوبة توفير السلع الأساسية ويزيد الأعباء المعيشية.
  2. تنعكس تذبذبات سعر الدولار على أسعار السلع المستوردة، مما يؤدي إلى ارتفاع التكاليف على المستهلكين والمنتجين المحليين على حد سواء.
  3. تعيق حالة عدم الاستقرار النقدي جهود التنمية الاقتصادية والاستثمار، حيث يتردد المستثمرون في ضخ رؤوس الأموال في بيئة غير مستقرة.