يشهد سوق المعدن الأصفر حالة من الترقب المستمر، حيث تظل اسعار الذهب محط أنظار المستثمرين والجمهور على حد سواء، وذلك نظراً لدوره التاريخي كملاذ آمن في أوقات التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية. ومع حلول يوم الأربعاء الموافق 13 أغسطس 2025، تتجه الأنظار نحو التحديثات اللحظية التي تعكس حركة اسعار الذهب عالمياً ومحلياً، وتكشف عن العوامل المتعددة التي تشكل مساره وتوقعاته المستقبلية في ظل المتغيرات الاقتصادية الراهنة.
اسعار الذهب اليوم عالمياً ومحلياً
شهدت اسعار الذهب عالمياً بعض التذبذب اليوم، حيث سجل سعر الأوقية حوالي 3350 إلى 3377 دولارًا، مع ارتفاع طفيف في المؤشر العالمي بنسبة 0.51%. هذا الارتفاع جاء مدعوماً بضعف الدولار الأمريكي وبيانات التضخم الأمريكية التي عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة. أما على الصعيد المحلي في الأسواق العربية، فقد شهدت أسعار الذهب اليوم في مصر، على سبيل المثال، تحركات متفاوتة بختام التعاملات. ويُعتبر سعر الذهب عيار 21 الأكثر تداولاً وشعبية في العديد من الأسواق العربية، وقد تراوح سعره في مصر بختام تعاملات اليوم بين 4575 و 4595 جنيهاً مصرياً للجرام الواحد. وتتغير هذه الأسعار باستمرار على مدار اليوم متأثرة بالعرض والطلب والتطورات في البورصة العالمية.
العوامل الرئيسية المؤثرة على اسعار الذهب
تتأثر اسعار الذهب بمجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية والسياسية التي تحدد مسارها صعوداً وهبوطاً. من أبرز هذه العوامل:
- العرض والطلب: يعتبر هذا المبدأ الاقتصادي الأساسي عاملاً حاسماً في تحديد سعر الذهب، فزيادة الطلب مع قلة العرض تؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
- السياسات النقدية وأسعار الفائدة: تؤثر قرارات البنوك المركزية بشأن أسعار الفائدة بشكل كبير. فعندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية كاستثمار مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر عائداً منخفضاً.
- قوة الدولار الأمريكي: بما أن الذهب يُسعّر بالدولار الأمريكي، فإن العلاقة بينهما عكسية؛ ضعف الدولار يجعل الذهب أرخص للمشترين من حاملي العملات الأخرى، مما يزيد الطلب ويرفع سعره.
- التضخم: يُنظر إلى الذهب تقليدياً على أنه تحوط ضد التضخم، حيث يحافظ على قيمته الشرائية في أوقات تآكل قيمة العملات.
- التوترات الجيوسياسية والأزمات الاقتصادية: في أوقات النزاعات أو عدم اليقين الاقتصادي، يزداد الطلب على الذهب كملاذ آمن، مما يدفع أسعاره للارتفاع.
- مشتريات البنوك المركزية: تلعب البنوك المركزية دوراً متزايد الأهمية كمشترٍ رئيسي للذهب، حيث تؤثر مشترياتها الضخمة على الأسعار العالمية.
توقعات اسعار الذهب المستقبلية
تشير التوقعات المستقبلية لأسعار الذهب إلى استمرار أدائه القوي، مدفوعاً بعدة عوامل عالمية. فقد أنهى الذهب النصف الأول من عام 2025 كأحد أفضل الأصول أداءً، مسجلاً ارتفاعاً بنحو 26% و26 مستوى قياسياً جديداً. وقد رفعت مجموعة “غولدمان ساكس” توقعاتها لسعر الذهب بنهاية عام 2025 إلى 3700 دولار للأوقية، مرجعة ذلك إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية وتصاعد المخاوف من الركود الاقتصادي. يتوقع خبراء أن يظل الذهب في نطاق سعري مستقر في النصف الثاني من العام، مع إمكانية ارتفاعه بنسبة تتراوح بين 0-5%، وقد يصل إلى 10-15% إذا تفاقمت ضغوط الركود التضخمي والتوترات الجيوسياسية. كما تزداد احتمالية خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في سبتمبر، مما يعزز جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً. لمزيد من التفاصيل حول حركة المعدن النفيس، يمكن الإطلاع على تحليل شامل لحركة المعدن النفيس وتوقعاته المستقبلية.
