يشهد عام 2025 تحولات عميقة في عالم الأخبار، فمع تصاعد تأثير الذكاء الاصطناعي وتغير عادات استهلاك المحتوى، تواجه صناعة الإعلام تحديات غير مسبوقة وفرصاً واعدة في آن واحد. يفرض التقدم التكنولوجي السريع إعادة تعريف لطبيعة الخبر وكيفية وصوله إلى الجمهور، بينما تتزايد المخاوف بشأن المصداقية والتحيز وسط تدفق هائل للمعلومات.
مستقبل الأخبار والذكاء الاصطناعي
يدمج الذكاء الاصطناعي نفسه بشكل متزايد في كل مراحل إنتاج الأخبار واستهلاكها. يستخدم الصحفيون حالياً أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث، أرشفة المواد، نسخ المقابلات، وصياغة العناوين والملخصات، بل بدأت بعض المواقع تنشر قصصاً مكتوبة تلقائياً بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، تبرز مخاوف واسعة بشأن تأثير هذه التقنيات على جودة ومصداقية المحتوى، خاصة مع وقوع حوادث معروفة لاختلاق معلومات أو مصادر غير صحيحة.
«اقرأ أيضًا: الأخبار: قلب المشهد الإعلامي في عصر الذكاء الاصطناعي 2025»
تحولات استهلاك الأخبار
يتجه الجمهور نحو منصات جديدة لاستهلاك الأخبار، فقد تراجع الإقبال على المصادر التقليدية مثل التلفزيون والصحف والمواقع الإلكترونية، بينما يتنامى الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو وتطبيقات التجميع الإخباري. يفضل الشباب بشكل خاص المحتوى المرئي، حيث ارتفعت نسبة متابعة مقاطع الفيديو الإخبارية على المنصات الاجتماعية بشكل ملحوظ.
- يكشف تقرير الأخبار الرقمية لعام 2025 عن تزايد استخدام روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي كمصدر للأخبار، خاصة بين الشباب.
- يزداد انتشار مجموعات واتساب الإخبارية وتطبيق تيليجرام كوسائل شائعة للحصول على الأخبار وتبادلها.
- يواجه الإعلام التقليدي تحدياً كبيراً من صعود المحتوى الذي يصنعه المؤثرون، والذي يمزج بين الفكاهة والتقارير الاستقصائية بعيداً عن الصيغ التقليدية.
«اقرأ أيضًا: الأخبار في 2025: عاصفة رقمية تعيد تشكيل المشهد الإعلامي»
تحديات ومخاوف الصحافة
تعاني صناعة الأخبار من “إرهاق الأخبار” الذي يطارد الصحفيين والجمهور على حد سواء، نتيجة للتدفق المتسارع للمعلومات والضغط المستمر. يتسبب هذا الإرهاق في تزايد عزوف الجمهور عن متابعة الأخبار، بينما تتصاعد المخاوف بشأن الثقة في المحتوى، خاصة مع ظهور الأخبار الزائفة والتحيز الخوارزمي في نماذج الذكاء الاصطناعي. يوضح الجدول التالي أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الإعلامية في عام 2025:
التحدي | الوصف |
---|
تراجع الثقة | انخفاض ثقة الجمهور في المصادر الإخبارية التقليدية وتزايد القلق من صعوبة التمييز بين الأخبار الصحيحة والمضللة. |
تأثير الذكاء الاصطناعي | مخاوف من تحيز الذكاء الاصطناعي واختلاقه للمعلومات، بالإضافة إلى تقويض نماذج الأعمال التقليدية بتقليص حركة الإحالة. |
الضغوط الاقتصادية | صعوبة تحقيق الإيرادات واستقطاب المواهب، مع تزايد الضغط على المؤسسات الإعلامية لمواكبة التغيرات. |
تغير سلوك الجمهور | صعوبة التكيف مع عادات استهلاك المحتوى المتغيرة، والتوجه نحو الفيديو والمنصات الاجتماعية. |
فرص أمام الإعلام التقليدي
تفتح أوقات التغيير آفاقاً جديدة من الفرص أمام الصحافة التقليدية لتعزيز دورها. يركز الخبراء على ضرورة إعادة تعريف قيمة المؤسسات الصحفية في ظل عصر الاستقطاب والمعلومات المضللة.
- يجب على المؤسسات الإعلامية الاستثمار في التجارب المخصصة والمحتوى متعدد الوسائط لإعادة جذب الجماهير، وخاصة الأجيال الشابة.
- يمكن استعادة مفهوم “صحافة المواطن” من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لترشيح الكم الهائل من المعلومات التي يشاركها الجمهور.
- ينبغي على الصحافة البشرية التركيز على المهارات الإنسانية الفريدة التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل التحليل العميق والتحقيق والصياغة الأدبية.
- تستطيع المؤسسات الإعلامية التركيز على الأخبار الإيجابية والصحافة البطيئة لتخفيف “إرهاق الأخبار” لدى الجمهور، مما يوفر محتوى بناءً ومفيداً.