تترقب الأسواق العالمية بقلق بالغ تداعيات الأحداث الجيوسياسية المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط، وتأثيرها المباشر على استقرار إمدادات الطاقة، ففي ظل تصاعد التوترات الإقليمية، يبرز النفط كأحد أبرز المتأثرين، حيث يشكل محورًا أساسيًا في معادلة العرض والطلب العالميين، مما يجعله عرضة للتقلبات الحادة.
في هذا السياق، يعود شبح ارتفاع أسعار النفط ليخيم على الأسواق، مدفوعًا بتصاعد حدة الصراع بين إيران وإسرائيل، وسط مخاوف من اتساع نطاق المواجهة وتأثيرها على البنية التحتية النفطية الحيوية، وممرات الشحن الاستراتيجية. فهل نشهد موجة جديدة من الصعود الصاروخي للنفط، وما هي العوامل التي ستحدد مسار الأسعار في الفترة المقبلة؟
تأثير التوترات الإقليمية على أسعار النفط العالمية
شهدت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، ارتفاعًا ملحوظًا، مدفوعة بتفاقم الأوضاع الجيوسياسية الناجمة عن الصراع الإيراني الإسرائيلي، ورغم أن البنية التحتية الرئيسية لإنتاج ونقل النفط والغاز لم تتأثر بشكل كبير حتى الآن، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن احتمالية حدوث اضطرابات مستقبلية، بحسب وكالة “رويترز”، فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.98% لتصل إلى 74.68 دولارًا للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.8% ليصل إلى 73.06 دولارًا.
تعليق جزئي لإنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي
أعلنت إيران عن تعليق جزئي لإنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي المشترك مع قطر، وذلك على خلفية الحريق الذي اندلع في الموقع نتيجة غارة إسرائيلية، ورغم استهداف إسرائيل لمستودع شهران النفطي في إيران، لم يتم تسجيل أي انقطاع ملحوظ في تدفقات النفط، حتى الآن.
مخاوف بشأن اضطرابات محتملة في مضيق هرمز
أشار أولي هانسن، المحلل في ساكسو بنك، إلى أن السوق يراقب بقلق بالغ التطورات في مضيق هرمز، معتبرًا أن خطر حدوث اضطرابات يبقى قائمًا، وأضاف هانسن أنه لا توجد رغبة حقيقية في إغلاق هذا الممر المائي الحيوي، نظرًا لتأثير ذلك السلبي على إيرادات إيران، ورغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على أسعار نفط منخفضة للحد من التضخم.
حوادث بحرية تزيد من المخاطر في مضيق هرمز
شهد مضيق هرمز حادثًا مؤسفًا، حيث اصطدمت ناقلتا نفط واشتعلت فيهما النيران، وسط تزايد حالات التشويش الإلكتروني، مما يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة التي تواجه الشركات العاملة في نقل إمدادات النفط والوقود عبر هذه المنطقة الحيوية.
توقعات بانخفاض الطلب العالمي على النفط
على الرغم من المخاوف المتعلقة بالاضطرابات المحتملة، تشير بعض المؤشرات إلى وفرة في إمدادات النفط، وسط توقعات بانخفاض الطلب العالمي، وفي تقريرها الشهري، خفضت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها للطلب العالمي على النفط بنحو 20 ألف برميل يوميًا، في المقابل، رفعت الوكالة تقديراتها للعرض بنحو 200 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 1.8 مليون برميل يوميًا.
