في مفاجأةٍ أثارت جدلًا واسعًا عبر العديد من المواقع من بينها وكالة Reuters، أعلن الملياردير “إيلون ماسك“ عدم نيته تقديم أي عروض لشراء تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، مُشيرًا إلى أن أسباب الاستحواذ الاقتصادية ليست كافيةً لإقناعه، وجاء ذلك خلال مشاركته في قمة WELT الاقتصادية بألمانيا نهاية يناير الماضي، حيث أكد أن تركيزه منصبٌّ حاليًا على إدارة منصته إكس (تويتر سابقًا) ومشاريعه الأخرى.
فما قصة هذا القرار؟ وما تأثيره على الجدل الدائر حول أمن التطبيق الصيني؟
إيلون ماسكالتصريحات الرسمية: “لستُ مهتمًا بالاستحواذ”
صرّح ماسك خلال حديثه في القمة:
أنا لم أقدّم أي عرضٍ لشراء تيك توك، وليس لديّ خططٌ لما سأفعله إذا امتلكته.
مُوضحًا أن شراءه لتويتر عام 2022 كان بدافع الحفاظ على حرية التعبير، بينما يرى أن الاستثمار في تيك توك يفتقر إلى هذا البُعد الإستراتيجي. وأضاف:
أنا عادةً أبني الشركات من الصفر، وليس شراءها
، في إشارةٍ إلى أن الصفقة الوحيدة التي أجراها كانت استثناءً وليس قاعدةً.
السياق القانوني: ضغوط أمريكية وحلولٌ مؤقتة
يأتي تصريح ماسك في ظلّ قانونٍ وقّعه الرئيس السابق جو بايدن عام 2024، يُلزم شركة بايت دانس الصينية ببيع التطبيق أو مواجهة الحظر في الأسواق الأمريكية، وبعد تأييد المحكمة العليا للقانون في يناير 2025، مدّد الرئيس دونالد ترامب المهلة 75 يومًا، مما أتاح فرصةً جديدةً للتفاوض.
وقد تزامنت هذه التطورات مع تقاريرَ أشارت إلى مناقشاتٍ سريةٍ بين مسؤولين صينيين حول بيع التطبيق لماسك كحلٍّ لتجنب الحظر، إلا أن الأخير نَفى أي صلة له بهذه الخطط، ووصفها بأنها محض خيال
وفقًا لتصريحاتٍ رسميةٍ.
مستقبل التطبيق: منافسون محتملون وسيناريوهات مرتقبة
رغم انسحاب ماسك من السباق، إلا أن التطبيق لا يزال جاذبًا لعددٍ من المستثمرين البارزين، منهم كيفين أوليري من برنامج شارك تانك، وفرانك ماكورت الملياردير الأمريكي، وحتى نجم اليوتيوب السيد بيست الذي أعلن نيته شراءه ضمن مجموعة مستثمرين.
من جهةٍ أخرى، اقترح ترامب فكرة الملكية المشتركة
بين الولايات المتحدة والصين، لكنّ الخبراء يشككون في جدواها بسبب المخاوف الأمنية المتبادلة.
قرار يُعيد رسم خريطة المنافسة من جديد
يُعتبر إعلان ماسك ضربةً قويةً لجهود إنقاذ التطبيق في السوق الأمريكية، خاصةً مع اقتراب الموعد النهائي في أبريل 2025، ومع ذلك، يبقى الباب مفتوحًا أمام مستثمرين آخرين لاقتناص الفرصة، في وقتٍ تُحاول فيه بايت دانس إثبات أن بيانات المستخدمين آمنةٌ بعيدًا عن النفوذ الصيني.