قصص خطبة الجمعة القادمة .. وقولوا للناس حسنا مكتوبة ورد

قصص خطبة الجمعة القادمة .. وقولوا للناس حسنا مكتوبة ورد

يبحث الائمة والخطباء عن تحميل قصص خطبة الجمعة القادمة وقولوا للناس حسنا مكتوبة ورد, وعبر أخبار زووم مصر يمكنك تحميل القصص لخطبة الجمعة القادمة مكتوبة  word جاهز للطباعة.

تحميل قصص خطبة الجمعة القادمة وقولوا للناس حسنا ورد

قصص خطبة الجمعة القادمة 23 ربيع الآخر 1446ه – 25 أكتوبر 2024مـ

وقولوا للناس حسنا

القصة الأولى

قل يا أبا الوليد أسمع ‏منك

لن تكون متحدثا جيدا, الا أن تكون مستمعا جيدا, تسمع ضعف ما تتكلم, بلسان واذنين كما خلقك ربك, فضلا عن المجادلة بالتي هي أحسن , فهي الرد الأمثل على المغالطات والأفكار الخاطئة قديما وحديثا ، وخير مثال وقدوة هو نبينا – صلى الله عليه وسلم- لنرى كيف يحاور النبي بلطف وحكمة، ليكشف بقوة الكلمة الصادقة عن حقيقة رسالة الإسلام, حتي يكون عدوه خير مبلغ عنه.

كان عتبة بن ربيعة سيدا في قومه ، قال يوما وهو جالس في نادي‎ ‎قريش‎ ‎، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- ‏جالس في المسجد وحده : يا معشر‎ ‎قريش‎ ‎، ألا أقوم إلى‎ ‎محمد‎ ‎فأكلمه وأعرض عليه أمورا لعله يقبل بعضها فنعطيه ‏أيها شاء ، ويكف عنا ؟ وذلك حين أسلم‎ ‎حمزة‎ ‎، ورأوا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يزيدون ويكثرون ؛ ‏فقالوا : بلى يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎، قم إليه فكلمه‎

فقام إليه‎ ‎عتبة‎ ‎حتى جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فقال : يا ابن أخي ، إنك منا حيث قد علمت من ‏السلطة في العشيرة ، والمكان في النسب ، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به أحلامهم ‏وعبت به آلهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من آبائهم ، فاسمع مني أعرض عليك أمورا تنظر فيها لعلك تقبل منها ‏بعضها .

قال : فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : قل يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎، أسمع ؛ قال : يا ابن أخي ، إن كنت إنما تريد ‏بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا ، وإن كنت تريد به شرفا سودناك علينا ، ‏حتى لا نقطع أمرا دونك ، وإن كنت تريد به ملكا ملكناك علينا ؛ وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا تراه لا تستطيع رده ‏عن نفسك ، طلبنا لك الطب ، وبذلنا فيه‎ ‎أموالنا حتى نبرئك منه ، فإنه ربما غلب التابع على الرجل ‏حتى يداوى منه أو كما قال له‎ .

حتى إذا فرغ‎ ‎عتبة‎ ‎، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يستمع منه ، قال : أقد فرغت يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎؟ قال : نعم ، قال : ‏فاسمع مني ؛ قال : أفعل ؛ فقال بسم الله الرحمن الرحيم‎ ‎حم تنزيل من الرحمن الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا ‏لقوم يعلمون بشيرا ونذيرا فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه‎ ‎ثم مضى رسول الله ‏-صلى الله عليه وسلم- فيها يقرؤها عليه . فلما سمعها منه‎ ‎عتبة‎ ‎، أنصت لها ، وألقى يديه خلف ظهره معتمدا عليهما ‏يسمع منه ؛ ثم انتهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السجدة منها ، فسجد ثم قال : قد سمعت يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎ما ‏سمعت ، فأنت وذاك ‏.

فقام‎ ‎عتبة‎ ‎إلى أصحابه ، فقال بعضهم لبعض : نحلف بالله لقد جاءكم‎ ‎أبو الوليد‎ ‎بغير الوجه الذي ذهب به . فلما ‏جلس إليهم قالوا : ما وراءك يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎؟ قال : ورائي أني قد سمعت قولا والله ما سمعت مثله قط ، والله ما هو ‏بالشعر ، ولا بالسحر ، ولا بالكهانة ، يا معشر‎ ‎قريش‎ ‎، أطيعوني واجعلوها بي ، وخلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه ‏فاعتزلوه ، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعت منه نبأ عظيم ، فإن تصبه‎ ‎العرب‎ ‎فقد كفيتموه بغيركم ، وإن يظهر ‏على‎ ‎العرب‎ ‎فملكه ملككم ، وعزه عزكم ، وكنتم أسعد الناس به ، قالوا : سحرك والله يا‎ ‎أبا الوليد‎ ‎بلسانه ، قال : ‏هذا رأيي فيه ، فاصنعوا ما بدا لكم‎ .‎

***

القصة الثانية

أين خالد؟

تتجلى أهمية الكلمة الحسنة ، عندما تكون سبباً لتحفيز القلوب وتغيير مسارها, بل وتغيير التاريخ كله بسبب كلمة من بحر كلماته- صلى الله عليه وسلم-  الحسنة, بجلسة ذكر فيها اسم خالد بالحسني، رغما عن شركه يومئذ, لتصبح الكلمات جسرًا يوصل الخير إلى من ضل الطريق.

أسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه متأخِّراً في صفر للسنة الثامنة من الهجرة النبوية، بعد صلح الحديبية وقبل فتح مكة، وذلك بعد أن علم بسؤال النبي -صلى الله عليه وسلم- عنه حين دخل مكة لأداء عمرة القضاء، إذِ استشعر ما في ذلك من تقدير وتكريم، وسُرَّ بذلك سروراً عظيماً، وازداد رغبة في الإسلام، فتشجَّع وأسلم.

يقول خالد بن الوليد -رضي الله عنه- -: (لما دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة في عمرة القضاء، تغيبتُ ولم أشهد دخوله، فكان أخي الوليد بن الوليد قد دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة ، فطلبني فلم يجدني، وكتب إليَّ كتاباً فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام، وعقلك عقلك!! ومِثْلُ الإسلام يَجْهَلُهُ أحد؟! وقد سألني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عنك، فقال: أين خالد؟ فقلت: يأتي الله به، فقال: ما مِثْلُهُ جهل الإسلام، ولو كان جعل نِكَايَتَهُ وَجِدَّهُ المسلمين على المشركين كان خيرا له ولقدمناه على غيره، فاستدرك يا أخي ما قد فاتك، وقد فاتتك مواطن صالحة، فلما جاءني كتابه نشطت للخروج وزادني رغبة في الإسلام.

***

القصة الثالثة

لا أمثل بأحد  فيمثل الله بي

عندما يكون القول الحسن أساس التعامل، تتحقق المصلحة العامة دون الحاجة إلى الانتقام ورفع السيف, بالرغم من القدرة علي ذلك , فلا عفو الا  عن قدرة وتمكن , وعفوه  وكلامه-صلى الله عليه وسلم-   كانا سببًا في تحول قلب أحد الأعداء إلى قلب مؤمنٍ بالله.

عندما وقع سهيل بن عمرو أسيرا بأيدي المسلمين في غزوة بدر اقترب عمر بن الخطاب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال:  يا رسول الله, دعني أنزع ثنيّتي سهيل بن عمرو يدلع منهما لسانه حتى لا يقوم عليك خطيبا بعد اليوم, فأجابه النبي -صلى الله عليه وسلم- كلا يا عمر, لا أمثل بأحد، فيمثل الله بي، وان كنت نبيا  !ثم أدنى عمر منه وقال : يا عمر لعل سهيلا غدا يقف موقفا يسرّك, وكانت هذه الكلمات سببا من أسباب اسلام سهيل بن عمرو -رضي الله عنه.

ولما انتقل النبي -صلى الله عليه وسلم- الى الرفيق الأعلى، لم يكد النبأ يبلغ مكة، وكان سهيل يومئذ مقيما بها، حتى غشي المسلمين هناك من الهرج والذهول ما غشي المسلمين بالمدينة.

واذا كان ذهول المدينة، قد بدّده أبو بكر -رضي الله عنه- وقتها بكلماته الحاسمة, من كان يعبد محمد، فان محمدا قد مات. ومن كان يعبد الله، فان الله حيّ لا يموت.

وكأن بسهيل بن عمرو -رضي الله عنه- وقفا بمكة، نفس موقف أبي بكر بالمدينةوكانوا في ريبة من أمرهم. وأبواق السوء حولهم تريد ارجاعهم الي شركهم, فقد جمع المسلمين كلهم هناك، ووقف يبهرهم بكلماته الناجعة، يخبرهم أن محمدا كان رسول الله حقا, وأنه لم يمت حتى أدّى الأمانة، وبلّغ الرسالة, وأنه واجب المؤمنين به أن يمعنوا من بعده السير على منهجه.

وبموقف سهيل هذا، وبكلماته الرشيدة وايمانه الوثيق، قُتلت الفتنة التي كادت تقتلع ايمان بعض الناس بمكة حين بلغهم نبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.

***

القصة الرابعة

اللهم ارحم الأنصار ‏

للكلام الحسن سحر حلال ، بل يعيد اللحمة ويزيل الغضب من القلوب اذا افترقا, وشرطه الصدق ارسالا وتلقيا، ومن أفضل من النبي-صلى الله عليه وسلم-مرسلا, ومن الانصار – رضوان الله عليه- تلقيا .

لما أصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الغنائم يوم حنين ، وقسم للمتألفين من قريش وسائر العرب ما قسم لهم ، ولم يكن في ‏الأنصار شيء منها ، ولو حتي بالقليل من الغنائم ، وجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم شيئا من حديث النفس ,حتى قال قائلهم : لقي – ‏والله – رسول الله قومه .

فمشى سعد بن عبادة إلى رسول الله فقال : يا رسول الله إن هذا الحي من ‏الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم ؟ قال : فيم ؟ قال : فيما كان من قسمك هذه الغنائم في قومك وفي ‏سائر العرب ، ولم يكن فيهم من ذلك شيء . قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟ قال : ما ‏أنا إلا امرؤ من قومي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجمع لي قومك في هذه الحظيرة فإذا اجتمعوا فأعلمني ، ‏فخرج سعد فصرخ فيهم فجمعهم في تلك الحظيرة حتى إذا لم يبق من الأنصار أحد إلا اجتمع له ‏أتاه ، فقال : يا رسول الله اجتمع لك هذا الحي من الأنصار حيث أمرتني أن أجمعهم .

فخرج رسول ‏الله -صلى الله عليه وسلم- فقام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار ألم آتكم ضلالا ‏فهداكم الله ، وعالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟ ؟ ؟ قالوا : بلى ! قال رسول الله : ألا ‏تجيبون يا معشر الأنصار ؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله وبماذا نجيبك ؟ المن لله ورسوله . قال : ‏والله لو شئتم لقلتم فصدقتم وصدقتم : جئتنا طريدا فآويناك ، وعائلا فآسيناك ، وخائفا فأمناك ، ‏ومخذولا فنصرناك . فقالوا : المن لله ورسوله .

فقال : أوجدتم في نفوسكم يا معشر الأنصار في ‏لعاعة من الدنيا تألفت بها قوما أسلموا ، ووكلتكم إلى ما قسم الله لكم من الإسلام ! ! أفلا ترضون يا ‏معشر الأنصار أن يذهب الناس إلى رحالهم بالشاء والبعير وتذهبون برسول الله إلى رحالكم ؟ . فو الذي ‏نفسي بيده ، لو أن الناس سلكوا شعبا وسلكت الأنصار شعبا ، لسلكت شعب الأنصار ، ولولا الهجرة ‏لكنت امرأ من الأنصار . اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار . فبكى القوم ‏حتى أخضلوا لحاهم . وقالوا : رضينا بالله ربا ، ورسوله قسما ، ثم انصرف . . وتفرقوا .‎

***

القصة الخامسة

كف عليك هذا

لطالما كان للقول أثر كبير، فهو قادر على أن يرفع صاحبه درجات أو يلقيه في هاوية لا قرار لها. وضبط اللسان ما زال أبدا  مفتاحاً للنجاة، بل انه يمكن القول بكل ثقة أن للكلمات حصاداً للحسنات أو للذنوب.

يقول معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: كنت مع النبي -صلى الله عليه وسلم -في سفر ، فأصبحت يوما قريبا منه ونحن ‏نسير ، فقلت : يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألتني عن ‏عظيم ، وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي ‏الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت .

ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة ، ‏والصدقة تطفي الخطيئة كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل قال : ثم تلا تتجافى ‏جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم ، حتى بلغ يعملون ، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده ، ‏وذروة سنامه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه ‏الجهاد .

ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه قال : كف ‏عليك هذا ، فقلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب ‏الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم‎ .‎

***

القصة السادسة

أتحبه لأمك؟

الكلمات الحسنة هى الترياق لأعظم الرذائل, كلمات تحسبها بسيطة ولينة, الا أنها عظيمة، فبها غير النبي -صلى الله عليه وسلم- نظرة شاب إلى أفعاله، وزرع في قلبه الحياء والإيمان وقتها، ليصبح الكلام الحسن مفتاحاً لتطهير القلب وتهذيب النفس.

فها هو فتي شابا جاء الي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ائذن لي‎ ‎بالزنا‎! ‎فأقبل القوم عليه ‏فزجروه، وقالوا: مه مه! فقال النبي -صلى الله عليه وسلم: ادنه , فدنا منه قريبا فجلس، قال: أتحبه لأمك؟، قال: لا والله، جعلني الله ‏فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك؟، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ‏‏ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه لأختك، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه ‏لأخواتهم، قال: أفتحبه لعمتك؟، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال: ‏‏أفتحبه لخالتك، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم.

قال: فوضع يده عليه، وقال: ‏‏اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه ، فلم يكن بعد – ذلك الفتى – يلتفت إلى شيء.

***

القصة السابعة

هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا

حتى في مواقف الخطأ، ما غضب النبي– صلى الله علية وسلم-لنفسه, بل إنه قدر عليها وغلبها, وكانت رساله لمن حوله من المؤمنين, ولشخص الاعرابي  بالكلام الحسن ودوره في تعليم الجاهلين برفق, يلُظهر النبي بحلمه وكلماته الحسنة كيف يمكن للتوجيه الحسن أن يكون أكثر تأثيرًا من العنف، فيتعلم الأعرابي الدرس دون أن يشعر بالإهانة.

وقف أعرابي في مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم- وبال في المسجد (جهلا منه)، فقام إليه الناس ليؤذوه بالضرب ونحوه، فأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتركوه حتى يتم بوله، ولا يقطعوه عنه بوله، وأن يصبوا على موضع بوله دلوا كبيرا من الماء؛ ووضح لهم أن هذا من يسر الشريعة وسماحتها، وأنهم إنما بعثوا ميسرين في تعليم الناس أمر دينهم، ولم يبعثوا معسرين.

ثم قال له النبي – صلى الله عليه وسلم – برحمة وتؤوده عتاب المحب لحبيبه: إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة، وقراءة القرآن.

***

القصة الثامنة

ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا

القلب واللسان هما أكثر ما يؤثر في حياة الإنسان، فإن صلحا صلحت حياة صاحبهما, وأن الكلام الحسن هو أعذب ما  يعطيه الانسان لغيره، والكلام الخبيث عكس ذلك كله.

كان لقمان الحكيم – عليه السلام- عبدا حبشيا نجارا، فقال له مولاه: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، قال: أخرج أطيب مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب، ثم مكث ما شاء الله، ثم ‏قال: اذبح لنا هذه الشاة، فذبحها، فقال: أخرج أخبث مضغتين فيها، فأخرج اللسان والقلب.

فقال له مولاه: أمرتك أن تخرج أطيب مضغتين فيها ‏فأخرجتهما، وأمرتك أن تخرج أخبث مضغتين فيها فأخرجتهما، فقال له لقمان: إنه ليس من شيء أطيب منهما إذا طابا، ولا أخبث منهما إذا خبثا‎.

***

القصة التاسعة

فأمره أن يقول له قولا لينا

حتى في مواجهة الاعداء، يكون للكلام اللين تأثير لا يُستهان به, ولا يجب ان ينقل من الى غيره مرور الكرام, الا اذا استحال مرجوه , فهو أداة قوية لتغيير المواقف وتليين القلوب الصعبة.

بينما‎ ‎الخليفة هارون الرشيد‎ ‎يطوف ببيت الله الحرام , إذ عرض له رجل ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أريد أن أكلمك بكلام فيه غلظة وشده فاحتملها مني .

‏فقال له الخليفة : لا ، ولا نعمت عين ، فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني فأمره أن يقول له قولا لينا‎, ولست أنت بخير الناس  ولا أنا بشرهم.

***

القصة العاشرة

عش ما بدا لك سالما‏

رغم بهرجة الدنيا وزينتها، تظل الكلمة الصادقة التي تذكر الإنسان بالحقيقة هي الأثمن والأحسن, فمن أحسن قولا ممن دعى الى الله. بكلمات رقيقة يُبيّن الشاعر حقيقة الحياة الدنيا، لتلامس كلماته قلب الخليفة وتعيده إلى جادة الطريق  بطريقة جميلة.

استدعي الخليفة هارون الرشيد يوما الشعراء وعلي رأسهم‎ ‎الأصمعي‎ وابو العتاهية ، وقد زخرف قصره ، وأكثر الطعام ، والشراب ، واللذات فيها ، ثم ‏قال‎ الخليفة ‎لأبي العتاهية: صف لنا ما نحن فيه من العيش ، والنعيم ، فأنشد يقول‎ :

  عش ما بدا لك سالمـــــــا                     في ظل شاهقة القصـــــور‎

يسعى عليك بما اشتهيت                   لدى الرواح وفي البكــــور‎

 فإذا النفـــــوس تقعقعت                    عن ضيق حشرجة الصدور‎

فهناك تعلــــــــــم موقنا                     مــــــــــــا كنت إلا في غرور

قال : فبكى‎ ‎الرشيد‎ ‎بكاء شديدا . فقال‎ له ‎الفضل بن يحيى‎ : ‎دعاك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته ؟ فقال له‎ ‎الرشيد‎ : ‎دعه ‏؛ فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى‎ .‎

***

اللهم إنا تبرأنا من كل حول الا حولك, وتبرأنا من كل قوة الا قوتك, وتبرأنا من كل عزة الا عزتك , وتبرأنا من كل نصرة الا نصرتك, اللهم بحولك وقوتك وعزتك ونصرتك إلا  نصرت أخوانا لنا في فلسطين مستضعفين  مخذولين, أجعل اللهم ثأرهم علي عدوهم ومن ظلمهم ومن خذلهم, أنزل الثبات عليهم وتحتهم, وسخر جنودك لهم, وأرنا عجائب قدرتك في عدوهم, وعارا يلحق بهم, يري من سبعين الف سنة وعيدا لما قبلها وأدبا لما بعدها. وأحفظ علينا مصرنا الحبيبة الغالية آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان, واحفظ علينا ديننا من الشبهات والشهوات.

ويمكنك تحميل القصص منسقة pdf  من موقعها الرسمي من هنا مصر اليوم نيوز

 

مؤسس موقع مصر فايف .